YallaShoot | اخبار | فريتز شميد.. مدير فني ناشئي الزمالـك الجديـد الباحث

“كرة القـدم هى لعبة فوضوية للغاية تتميز بمجموعة متنوعة معقدة بشكل لا يصدق مـن الاحتمالات غير القابلة للتنبؤ بها ، وهذا ما يجعل القدرة على التعامل مع عامل الصدفة أمر فى غاية الأهمية، التحكم وهم!” – مـن كتاب فريتز شميد المدير الفنى لقطاع ناشئين الزمالـك الجديـد.

تولى السويسري فريتز شميد منصب الإدارة الفنية لقطاع الناشئين بفريق الزمالـك منذ أيام وله باع طويل فى عالم كرة القـدم.

هو مساعد كريستيان جروس –مدير فني الزمالـك الأسبق- حيـث توج معه بلقب الدورى السويسري مع بازل 4 مرات ومثلها كاس سويسرا كَمَا عمل معه فى توتنام الانجليزي أيضا.

كَمَا تولى منصب المدير التقني لمنتخب ماليزيا ثم تولى تـدريــب منتخـب نيوزيلندا الاول، وجاءت محطته الاخيره فى فريق كوتوكو رويالز الغاني.

وفي 2011 أطلق شميد كتابه الذى يحمل اسم “المنظور المنهجي للفوضى وعمليات التنظيم الذاتي فى كرة القـدم“.

يلا شوت يصحبكم فى مرحلة سريعة مع الكتاب الذى يتحدث عَنْ الفوضى فى كرة القـدم.

نظرا لتعقيد اللعبة، لا يمكن أبدا التأكد مما إذا كان سنجد مفتاح النجاح فى كرة القـدم. يبدو أننا على بُعد اعوام ضوئية مـن معرفة كيفية عمل كرة القـدم، وعلى بُعد مجرات مـن معرفة كيفية تحقيق النجاح.

تتميز كرة القـدم بثراء الاحتمالات ودرجة هائلة مـن عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ. لن ننجح أبدا فى السيطرة تماما على عامل الصدفة. بدلا مـن ذلك، يجب ان نحاول إعادة تنظيم الفوضى والبقاء منفتحين لما لا يمكننا التخطيط له. نحن بحاجة الي تعلم كيفية التعامل مع الصدفة.

يرصد هذا الكتاب نموذجا منهجيا للفوضى وعمليات التنظيم الذاتي فى اللعبة، ونركز على سؤال الي اى مدى يمكن استنباط رؤى للتدريب“، هذا ما جاء فى مُقَدَّمَةٌ الكتاب عبر موقع المدرب الخاص.

الكتاب لا يصل الي كيف نتحكم فى الفوضى، بل يسعي تنظيم عمليات للحد منها، فى الأغلب ستجد لكل مثال ما هو عكسه ليعبر على الفوضى.

الرقابة الذاتية

يقول هيلموت شولت وهو مدير فني كرة قدم: “أكبر مشكلة فى كرة القـدم هم اللاعبون. إذا استطعنا التخلص منهم، كل شيء سيكون على ما يرام“.

دائما ما تظهر الصُّورَةُ النمطية للاعب بأنه “غبي” وذلك بسـبب اللقاءات التى يُجريها اللاعب بشكل يومي وبسبب التعليقات المبتذلة التى يدلون بها والتي تُعرض على الجماهير.

إذا سألت مدربا ما هى الصفات الأساسية المطلوبة فى اللاعب العصري سيخبرك: السرعة والتقنية. والبعض سيضيف الإبداع والعفوية، وربما يترقب مدربون ان لديهم لاعبين قادرين على صنع قرارات ذكية والتصرف بشكل مستقل دَاخِلٌ وخارج الْمَلْعَبُ.

لكن غالبا ما تكون الحقيقة مختلفة..

فى مقابلة صحفية اعلن دي فليت حارس مرمى فريق فرانك روست: “قد تحاسبني الانديه عَنْ ذلك، إذا عبرت عَنْ آرائك فى الأماكن العامة فستحصل على تصريح متداول. لو عبرت عنها داخليا لن يتم شكرك دائما، حتـى لو كان النقد بناءً. عليك ان تكون حذرا جدا حول ماذا تقول ولمن تقوله فى هذه الأيام. إذا كان الامر حساسا سيتم اعتبارك غير مخلص ومزعج“.

وفقا لـ أوسكار بيك الصحفى الرياضي الألماني، هذه واحده مـن الأسباب التى تجعل لاعبى كرة القـدم يميلون بشكل متزايد للحفاظ على أفواههم مغلقة.

انتقد فيليب لام سياسة بايرن ميونيخ فى التعاقدات وأسلوب تعامل لويس فان جال مع اللاعبـين فصرّح قائلا: “لا ينبغي على المدربين التعامل مع كل لاعـب بنفس الطريقة، لا يستطيع بعض اللاعبـين التعامل مع النقد امام النادي بأكمله، لماذا لعبت هذه التمريرة؟ لماذا فعلت هذا القرار. سيقول المزيد مـن اللاعبـين لأنفسهم فى المرة القادمة سأمرر الي حارس المرمى بدلا مـن المخاطرة والإفصاح عَنْ الامر امام بقية النادي غدا“.

خَاض لام حينها ما يزيد عَنْ 60 مباراة مع منتخـب ألمانيا وهو قائد بايرن ميونيخ، وعندما قرر التحدث علنا فعل ذلك مـن اجل إيقاظ النادي وحل مشاكل الضعف، عوقب بغرامة قياسية فى النادي مـن كارل هاينز رومينيجيه وأولي هونيس مديرا النادي فى ذلك الوقت.

لكن ذلك الحديث أتي بثماره، إذ بدأ النادي يحقق الانتصارات بعد نتائـج مخيبة، وأصبح لام مثال للقائد الذى يريده الجميع، فأثبت ذلك ان لاعبى كرة القـدم قادرين على رؤية الصُّورَةُ الأكبر فى بعض الأوقات.

لكن السؤال هنا: الي اى مدى يتقبل المسؤولون النقد ولا يردون عليه؟ لام أصدر كتابا فى خريف 2011 نُشر فيه بعض التعليقات غير المحبذة لمدربيه السابقين ما سبب نوبة غضب ضده وخرج اللاعب معتذرا فى العلن.

مثال آخر، إيفان إرجيتش لاعـب صربي أسترالي قضى 9 مواسم مع بازل وخلال تلك الفتره حَقَّق لقب الدورى السويسري 8 مرات وسبق ان اعلن جاء الى ان اللاعبـين يتعمدون الظهور بشكل غبي.

فقال فى حوار مع Neue Zürcher Zeitung: “مـن يريد لاعبا يطرح العديد مـن الأسئلة؟ كم مدربا يحب ذلك؟ العامل الاحترافي مطلوب منك لكن هذا يستوجب المزيد مـن الطاقة، لن يكون مـن الرائع ان تدخل مكتب المدرب لتخبره بشئ لا يود سماعه“.

مثل لام كان إيجريتش قائد للفريق الذى يقوده كريستيان جروس وعندما شعر أنه لا يستطيع إيصال “التواصل الاحترافي” صرح وجود اختلافات مع مدربه وتنازل عَنْ شارة القيادة.

فقال “ببساطة وصلت لنقطة حيـث لا يمكنني ان أعض لساني أكثر مـن ذلك، العديد ظنوا أنني الذراع اليمنى للمدرب لكنني لست ايضا، وهو يتحكم بكل شيء وأنا اتحمل مسؤولية أشياء ليس لي بها تأثير“.

الرقابة اللصيقة

هذا الجزء مخصص لطريقة مراقبة المديرين والمدربين للاعبين.

جي رو المدير الفنى الذى قاد أوكسير الفرنسي لأكثر مـن 40 عاما مـن الدرجة الأولى وحتى لقب الدورى عَامٌ 1996 اشتهر بفحصه الدورى للأميال المقطوعة فى سيارات اللاعبـين المتوقفة بجوار مقر التدريبـات.

غريزته قادته للشك فى ان اللاعبـين ينفقون المزيد فى السفر لحانة فى إحدى القرى المجاورة.

قيل أيضا إن السير أليكس فيرجسون المدير الفنى التاريخي لمانشستر يونايتد كان يزور الحانات ليُذكّر لاعبيه بضرورة الالتزام بأسلوب الحياة المناسب.

لكن فى بعض الأحيان تنقلب الْأَوْضَاعُ، كريستيان قسطنطين رئيس سيون السويسري أحد أكثر الشخصيات الجدلية فى اللعبة، اتهم لاعبا له جاء الى بالتلاعب فى نتائـج المباريات وأسُقطت القضية لعدم كفاية الأدلة.

كَمَا سبق له خصم 2000 فرنك سويسري مـن لاعـب بسـبب احتساء مشروب شوكولا ساخنة بدلا مـن القهوة قبل بداية المباراه.

لا مجال للفرديات

اعلن جاء الى عالم: “على اللاعب ان يمتلك فى قدمه ما يفتقده بين أذنيه“، وهو ما يعيدنا للمثال اليوناني القديم: العقل السليم فى الجسم السليم.

السؤال هنا هل يتعمد اللاعبون الغباء كيفما اعلن إريجيتش؟

ليور إيتير بعمر 20 عاما وبعد خوض عدة مباريات مع لوزيرن السويسري وجد ان اللعبة تتسم بالسطحية والنفاق واعتزل وقال “هذه الحياة لا تعنيني“.

كنت احتاج مساحة لضعفي، لكن هذا لم يكن موجودا فى مستوى عالٍ، الناس تشعر بالغضب مـن اللاعبـين المتغطرسين لكن مـن الصعب ألا تكون متعجرفا عندما تضطر لأن تُظهر بشكل دائم قوتك وإيمانك بنفسك، وتتعامل كأنك كلب، لأنك إذا لم تفعل ستنحدر، فى غرفه الملابس وبالأخص فى أرض الْمَلْعَبُ“.

مدير فني إيتر لم يعلق على قرار اللاعب، والنادي صرح ان قرار اللاعب كان مؤسفا ثم انتقده لافتقاره للطموح.

كريستوف فيلمان صحفي فى صحيفة “Tages-Anzeiger” السويسرية يرى ان الشخص المثقف ليس قادرا على إيجاد مساحة فى هذه اللعبة واضطر الي ترك اللعبة.

فى ألمانيا، سيباستيان ديسلر لاعـب لاحق فى بايرن ميونيخ لم يشعر بالرضا فمرض بالاكتئاب وعلق حذائه بعمر 27 عاما ووصف تجربته بأن “كرة القـدم عالم قاسي” فى سيرته الذاتية.

وكتب قائلا: “يتمحور كل شيء حول الفـوز وإذا عرضت مشاعر سيتم وصفك بصفات الإناث”. كَمَا ترصد للإهانة مـن زملائه واعترف أنه كان خائفا مـن عدم مطابقة التوقعات منه.

ويواصل فيلمان: “لا مكان للشك فى كرة القـدم، الفنانون يشككون فى أنفسهم والعالم مـن حولهم، ولديهم القدرة على النظر لأنفسهم وعملهم، لكن فى كرة القـدم المشككون محكوم عليهم بالفشل“.

أخيرا يقول فابيان لوستنبرجر الذى لعب لهيرتا برلين: “كلاعب كرة قدم تعلمت ان أقول شيئا بدون قول اى شيء“.

إذا فعلت ذلك لفترة كافية، يصبح كل حوار سريع لا معنى له. خذ العبارات المبتذلة والتي أصبحت “كليشيه” يرددها اللاعبون مباشرة بعد صافرة النهايه كمثال: “بغض النظر عمن يسجل الأهداف، الهدف الرئيسي هو فـوز النادي“.

أكبر خطأ هو الخوف مـن المخالفة

فريتز هايدر عالم النفس النمساوي ومنشئ نظرية اعطاء العمليات التى يشرح منها الناس أسباب سلوكهم وسلوك الأخرين.

يمكن ان يكون للحدث اعطاء داخلي (بسـبب تصرفات المرء) أو خارجي (بسـبب الأفكار وأفعال الآخرين).

فيشرح بمثال إذا فشل اللاعب فى تَسْجِيلٌ ركلة جـزاء.

فى حالة اعطاء داخلي: سيقول اللاعب تسديدتي كانـت بعيدة أو لم أتدرب بشكل كاف أو ليس لدي موهبة، كان خطأي.

لكن هذا ليس جيد مـن اجل الثقة بالنفس فيلجأ الإسناد الخارجي فيقول: تحرك الحارس فى وقت مبكر جدا، أو ان الحظوظ غير متكافئة.

هنا تجد ان الجميع يسعي إيجاد سببا خارجيا لإلقاء اللوم عليه مثل ان الحكـم ترك اللاعب يلعـب رمية جانبية مـن مكان خاطئ، أو المهاجم ضيع فرصة للتسجيل أو العشب طويل أو حذاء جديد أو قديم.

هل تتذكر ما قاله لام؟ ” لماذا لعبت هذه التمريرة؟ لماذا فعلت هذا القرار. سيقول المزيد مـن اللاعبـين لأنفسهم فى المرة القادمة سأمرر الي حارس المرمى بدلا مـن المخاطرة والإفصاح عَنْ الامر امام بقية النادي غدا”.

فقد اللاعبون الثقة فى استقلاليتهم لأنهم يشعرون بأنهم تحت المراقبة المستمرة ويترددون فى القيام بأي شيء خوفا مـن النقد.

باولو روبرتو فالكاو لاعـب برازيلي لاحق ومعلق لـقناة O Globo البرازيلية، صرّح جاء الى: “معظم اللاعبـين يفضلون الحصول على مدير فني على خط التماس يخبرهم باستمرار ما يجب عليهم فعله“.

فى بداية القرن الحالي اعلن جيرار أولييه المدير التقني للاتحاد الفرنسي ان اللاعب المستقبلي سيمتلك الصفات التالية: “الإبداع والعفوية والمرونة والقدرة على التكيف. ووصف هذا اللاعب كونه فاعلا مستقلا، فى مركز يسمح له بإجراء الأفعال، واثق وذكي“.

لا يمكن للمدرب الاعتماد على لاعـب لا يستطيع الاعتماد على نفسه فى اللحظات الحاسمة. لذلك يتعين على المدرب تهيئة الظروف التى يكون فيها اللاعب يمكن ان يطور صفاته كشخصية مستقلة.

عرف عَنْ أوتمار هيتسفيلد وأرسين فينجر وجيوفاني تراباتوني وفيسينتي ديل بوسكي لقب “السادة” وذلك بسـبب طريقتهم فى التعامل والاحترام لمن حولهم وهو ما يؤتي ثماره مـن حيـث النتائج.

فى المقابل اعلن لوكا توني بعد الرحيل عَنْ بايرن ميونيخ بعد اشهر قليلة مـن العمل مع فان جال: “إنه يعامل اللاعبـين مثل الأشياء التى يجب استبدالها. كرة القـدم دخلت حقبة جديدة. اللاعبون يريدون حوارا مع مدربهم. أنت لا تفهم ذلك مع فان جال“.

هنا يجب على بعض المدربين تغيير أسلوبهم، فسبق ان صرّح أحد المدربين ردا على إمكانية إعادة تقييم أسلوبه قائلا: “شك؟ لا، ليس هناك مجال لذلك. إذا بدأت التشكيك فى الأشياء، تفقد الْجَوْدَةُ، عندما أستيقظ فى الصباح، أعلم ماذا اريد. ليس مـن الجيد الشك فى الأشياء. عندما يكون لديك شك، تكشف عَنْ عدم اليقين الخاص بك“.

الي اى مدى يجب ان نفكر فى كرة القـدم؟

“لماذا يذهب الناس الي كرة القـدم؟ لأنهم لا يعرفون كيف ستنتهي المباراه.” – سيب هيربيرجر لاعـب ألماني لاحق.

تعتـبر كرة القـدم افضل رياضة فى العالم، لكن ما سر نجاحها؟ عدم وجود يقين مـن النتيجة.

تمتلك اللعبة ثروة لا حدود لها مـن الاحتمالات. كرة القـدم معقدة وغير موثوقة مثل طقس. يعتقد الجميع أنهم يعرفون كل شيء. لكن لا أحد يعرف العوامل التى تقرر مـن سيفوز.

جاك تيبرت، المالك السابق لمجلة فرانس فوتبول اعلنت ذات مرة إن كرة القـدم أبسط مـن نظرية أينشتاين ولكنها أكثر تعقيدا مـن معادلة 2 + 2 = 4.

خورخي فالدانو نجم ريال مدريد السابق صرّح جاء الى قائلا: “ما هى كرة القـدم؟” بالنسبة لي، على الرغم مـن كل الالتباس، إنها أولا وقبل كل شيء لعبة. لذلك فهو أمر خطير، يعتقد بعض الناس ان كرة القـدم هى مسألة حياة أو موت. أستطيع ان أؤكد لكم ان الامر أخطر بكثير “.

فى مقال بموقع Tages-Anzeiger قيل “لم ينزل اى عمل فني آخر مشكلة الملل بكفاءة مثل كرة القـدم. فى الكتب والأوبرا والدراما النتيجة معروفة منذ البداية. نحن نعلم ان هاملت سوف يهزم بولونيوس فى الدقيقه 60 ويحقق هدفه فى الـ 90. نحن نعلم ما يحدث فى النهايه، لذلك يتعين على الفنانين تقديم عرض منمق لجذب الجمهور لانه حتـى أبطأ مباراة يمكن ان تضيء فجأة عند اى لحظة بشيء رائع، هناك دائما احتمالية حدوث معجزة أو كارثة“.

أرقام ومعرفة لا مشاعر وآراء

فى 2008 وخلال مؤتمر صحفي عقده الاتحاد الألماني فى دوسلدورف اعلن أوتو ريهاجل المدرب الذى قاد اليونان للقب يورو 2004: “نقول إننا تحسننا بشكل كثير، واللعبة لا تزال كَمَا هى دائما. لا شيء جديد يحدث فى كرة القـدم. مساحة الْمَلْعَبُ 60 مترا × 100 متر. تُلعب الركنيات مـن علامة الزاوية وركلات الجـزاء مـن علامة الجـزاء هناك ركلات حرة ورميات تماس“.

فرد عليه يورجن كلوب الذى يصغر ريهاجل بـ 29 عاما قائلا: “اللعبة تغيرت، هناك المزيد يحدث. يجب على المدربين مواصلة التعلم“.

أصبحت كرة القـدم منذ مدة طويلة علما، ويهتم المدربون بالتحليلات والإحصاءات الرقمية، ويبحثون عَنْ الصيغة التى يمكنهم استخدامها لنجاح البرنامج.

يعود أصل هذا الي الستينيات، عندما ظهرت اكتشافات علمية جديدة تسمح بالتطوير المنهجي لنظرية تدريس التدريب الرياضي (نظرية التدريب).

تطورت مبادئه التى سرعان ما ترسخت فى الرياضات الجماعية أيضا.

المدربين الجدد هذه الأيام يعتمدون على مجموعه كاملة مـن الموارد التكنولوجية لتقييم اللاعبـين وفقا للأحدث وتوجيههم الي أعلى مستوى أداء باستخدام أدوات علمية.

الإيطالي والتر دي سالفو، خبير عمل مع بعض الانديه الأوروبية الكبرى، أنشأ مركز تـدريــب حاسوبي فى ريال مدريد وقيل إن “المركـز يتفوق على مركز تـدريــب رواد فضاء ناسا”.

فأوضح فى حواره مع صحيفة ماركا الإسبانية: “كل ما نقوم به يتم قياسه وتقديره وتقييمه فى أرقام. قبل بضع اعوام، لم نملك الوسائل للقيام بذلك. اليـوم يمكننا استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتتبع عمليات عمل اللاعبـين. لدينا أجهزة مراقبة معدل ضربات القلب التى تقيس التردد الكهربائي لقلب اللاعب. تحليل الفيـديو باستخدام مئات الكاميرات مثبتة حول الْمَلْعَبُ التى توفر مجموعه واسعة مـن الأرقام لكل لاعـب، بما فى ذلك المسافة التى قطعها وبأي سرعة“.

ولذلك فأن أندية إنجلترا وإسبانيا تنفق على نظام الإحصائي أكثر مـن مليون يورو لكل نقطه فازت بها فى مباراة، فقيل: “أرخص طريقة لكسب المزيد مـن النقاط هى توظيف الإحصائيين“.

العلم والخرافة

بالاسيوس هويرتا أستاذ فى الاقتصاد الإداري والاستراتيجية فى مدرسة لندن اقتصاديات ولاعب لاحق فى دورى الدرجة الثالثة الإسباني، أجرى بحثا عَنْ إمكانية التنبؤ بأماكن تنفيذ ركلات الجـزاء مـن اثناء تحليل 9000 ألف ركلة.

واكتشف فى النهايه ان العديد مـن منفذي ضربات الجـزاء يختارون فى كثير مـن الأحيان التسديد فى الزاوية العكسية للزاوية التى اختاروها فى المرة الاخيره.

آخرون يميلون الي الذهاب لنفس الجانب إذا سجلوا الهدف السابق وربما يغير الاتجاه إذا ضيع.

وقدم بالاسيوس نصيحته للعالم لمنفذي ضربات الجـزاء: “افضل شيء هو ألا تُظهر الطريقة التى ستسدد بها“.

رولاند لوي عالم رياضة ألماني حاصل على درجة الدكتوراة مـن جامعة دويسبورج إيسن عَامٌ 2005 أجرى تحليلا لحوالي 3000 مباراة.

قادته النتائج التى توصل اليها الي رفض الشائع مـن المفاهيم الخاطئة ومن بينها:

1- يحقق النادي نجاحا أكثر مـن اثناء اللعب فى العمق – جاء ذلك بعد تحليل 3044 هجمة فى المباريات فى الدورى الألماني والإيطالي، واكتشف ان الفرق تسجل نفس العدد مـن العمق كيفما تسجل مـن الأطراف.

2- النادي الذى يفوز بأكبر عَدَّدَ مـن التدخلات يفوز بالمباراة – بعد تحليل 1404 مباراة فى الدورى الألماني، استنتج ان 50% مـن الأهداف جاءت عَنْ طريق الصدفة.

فقال: “ نحن على بُعد اعوام ضوئية مـن معرفة كيفية عمل كرة القـدم. نحن على بُعد المجرات مـن معرفة كيفية تحقيق النجاح. لست متأكدا مـن أننا سنجد فى اى وقت مفتاح النجاح فى كرة القـدم”.

إدمان البيانات

أصبح المدربين مدمني بيانات وإحصاءات، ينشؤون مخططات لتحديد عَدَّدَ التمريرات ويشاهدون مقاطع الفيـديو وتتحول لإحصائيات، ويضيعون فى كتلة مـن البيانات، التى تصبح غير واضحة بشكل متزايد كلما زاد عددها.

مارسيلو بيلسا مدير فني تشيلي فى كاس العالم 2010 سافر لجنوب إفريقيا ومعه 7000 مقطع فيديـو وقال الأرجنتيني: “أعلم ان النجاح والحظ ليسا مترادفين“.

فوصف التشيلي خافيير كاسيريس ذات مرة بيلسيا بـ “سيزيف” –أسطورة رومانية تسقط وتحاول العودة مجددا مـن اجل الوصول لسفح الجبل-، وودعت تشيلي مـن ثمن النهائى امام البرازيل بعد الخسارة بنتيجة 3-0.

كريستوف بيرمان فى كتابه المثير للاهتمام”Die FussballMatrix” مصفوفة كرة القـدم اعلن: “كلما تطورت التكنولوجيا، تطورت ايضا الرغبة فى التحليل“.

بالعودة لكأس العالم 1998 رفض منتخـب فرنسا مشاهده اى مباراة للمنافسين على التلفاز أو القراءة عنها فى الصحف.

ورغم ان بيلسا لم يستفد مـن فيديوهاته، إلا ان أرسين فينجر مدير فني أرسنال السابق كان ابرز المستفيدين مـن جهته فقال عَنْ الإحصائيات: “يجب ان أعترف أنه فى اليـوم القادم للمباراة، فأنا مثل شخص يريد الي حل آخر، هذا مهم حقا“.

فينجر دائما ما دعا لزيادة مشاركة العلم فى الرياضة وهوسه بالتفاصيل أكسبه لقب “الأستاذ”.

الفرنسي طور طريقة لعب أرسنال، وأصلح الأنظمة الغذائية للاعبيه، وخلص النادي مـن ثقافة الشرب والأطعمة غير المرغوب فيها، كان له رأي فى تصميم الْمَلْعَبُ الإمارات الجديـد بل أشرف على كل التفاصيل الصغيرة، وصولا الي شكل طاولة المائدة فى مقر التدريبـات.

ميلان فى 2002 افتتح منشأة ميلانيلو والتي كانـت مهتمة للحفاظ على قدرة اللاعب على الأداء بالمستوى الأمثل باستخدام النتائج مـن علوم الأعصاب والكيمياء الحيوية والميكانيكا الحيوية وعلم التحكم الآلي وعلم النفس، لكن بعد مرور السنوات لم يستغلها.

الصدفة!

فى 2007 جاء نورنبيرج لنصف نهائى كاس ألمانيا لأول مرة منذ 25 عاما بالفوز على هانوفر بركلات الجزاء بنتيجة 4-2.

هانز ماير المدير الفنى للفريق أجرى تغييرا فى الدقيقه 119 بمشاركة الحارس دانيال كليور بدلا مـن رافائيل شيفر، حيـث تصدى لركلتي جـزاء وقاد فريقه الانتصار.

قبلها تصدى كليور لـ 4 ركلات ترجيح فى مباراة ربع النهائى.

بعد المباراه صرّح ماير عَنْ تكرار الامر قائلا: “متى يمكن ان تكون متأكدا أكثر مـن اى وقت مضى بأي شيء فى كرة القـدم؟ ماذا سيحدث إذا سارت الامور بشكل مختلف وكان عليّ ان أجري ثلاثة تغييرات قبل الدقيقه 70؟”.

يوهان كرويف أسطورة أياكس وبرشلونة سبق ان صرّح: “كرة القـدم تتكون مـن عنصرين. أولا، عندما تمتلك الكره، يجب ان تكون قادرا على لعب تمريرة نظيفة. ثانيا إذا مرر شخص ما الكره إليك، يجب ان تكون قادرا على التحكم فى الكره. هذا كل شيء. يجب ان يكون اللاعب قادرا على لعب تمريرة جيدة وبعد ذلك علَمه اى شيء آخر“.

هذا يلخص أساس طريقة تيكي تاكا الذى اشتهر به برشلونه لاحقا مع بيب جوارديولا.

لكن فى كاس العالم 2010 حَقَّق منتخـب سويسرا المفاجأة وانتصر على إسبانيا المرشحة للتتويج فى بداية المشوار بكأس العالم فعلق الألماني مميت شول اثناء تحليل اللقـاء قائلا: “كان الجميع يقولون إن سويسرا ليس لديها اى فرصة، لكن عرضت أنه يمكن الفـوز فى اى مباراة. يفهم النادي كيف يقرأ المباراه ثم يتدخل. هو دائما يعرف بالضبط ما يجب ان يفعله تماما“.

فى المباراه التالية سقطت سويسرا امام تشيلي بهدف وحيد بعدما اضطررت لاستكمال 60 دقيقة مـن اللقـاء بسب بطاقة حمراء فالون بهرامي بعد عرقلة أرتورو فيدال.

مباراة كرة القـدم تظل صراعا بين طرفين متعارضين، يحاول كل منهما للحفاظ عليه الاستقرار والنظام مـن جانبه، بينما يسعي التعطيل توازن المنافس الآخر وتشكيل الفوضى.

التنبؤ

أراد مجموعه مـن الباحثين المهووسين بكرة القـدم مـن قسم نظرية المجال الكمي الموجهة بالحاسوب فى معهد جامعة لايبزج للفيزياء النظرية معرفة كيف ومتى وأين يتم تَسْجِيلٌ الأهداف ووجود اى أنماط يمكن تمييزها؟

ومن اجل الوصول لنتيجة غذوا جهازا بـ 20000 تطابق وبدأوا فى البحث عَنْ النظام، لكن فشلوا فى تحديد نمط محدد وحاولوا بطريقة أخرى وفشلوا أيضا.

كرة القـدم دينج، دانج، دونج. إنها ليست مجرد دينج“. جيوفاني تراباتوني مدير فني إيطالي لاحق.

الإبداع فى كرة القـدم

ما هو الإبداع فى كرة القـدم؟ مـن وجهة نظر الأنظمة الديناميكية، لا يشير الإبداع الي مهارة واحده أو مجموع كل الصفات الفرعية، بل بالأحرى مجموعه واسعة مـن المهارات الحركية المتعلقة بالرياضة التى يمكن تحسينها فقط فى مجملها وفي ضوء تفاعلهم.

البرازيليون يرقصون السامبا، والألمان يرقصون مثل الثلاجات“. – المدرب الألماني بيرتي فوجتس ردا على لماذا لا يلعـب الألمان مثل البرازيليين.

إدواردو جونسالفيس نجم البرازيل السابق صرّح جاء الى: “يجب السماح للاعبي كرة القـدم الشباب باللعب بحرية دون تأثر. حرية الشباب هو ما تبرز سمات لاعـب مبدع. عليك تطوير الإبداع أولا وبعد ذلك السمات الاخرى“.

لكن فى 2010 قرر دونجا المدير الفنى للبرازيل ألا يعتمد على المهارات بل على التطبيق والانضباط فودع امام هولندا فى ربع النهائى.

لم تُظهر البرازيل اى لمحة جمالية فى المونديال الافريقى وعوضا عَنْ ذلك كانـت ثاني أكثر فريق إكمالا للتمريرات الصحيحة بعد إسبانيا البطلة.

هانسرويدي هاسلر المدير الفنى فى الاتحاد السويسري سأل جاء الى: “ما هو الإبداع فى كرة القـدم؟ تمريرة جيدة؟ خدمة جيدة؟ مراوغة جيدة؟ معروف لنا منذ مدة طويلة أننا بحاجة الي العمل بجدية أكبر فى هذا المجال، ولكن يستغرق الامر خمس أو ست اعوام قبل ان يبدأ تأثيره فى المستوى الأعلى“.

“أعد لنا لعبتنا!”

فى 2007 اطلقت حملة إنجليزية عبر “Facebook‎ ‎” تحت مسمى “أعد لنا لعبتنا!” والهدف منها تحرير لاعبى كرة القـدم الشباب مـن قيود التنظيم المفرط فى التدريبـات ومنحهم الفرصة للتعبير عَنْ مواهبهم وتطوير مهاراتهم الفنية فى اللعب المفتوح.

فقال ريك فينوجليو أحد مؤسسي الحملة: “فى عالم لم يعد بإمكان الأطفال فيه اللعب فى الخارج بدونه الإشراف، لقد تولى الآباء والمدربون المسؤولية، الآباء كريهون والمدربين المهووسين أفسدوا متعة الأطفال. والدافع التنافسي يعني ان الشباب لا يقعون فى حب كرة القـدم واللعب مـن اجل المتعة وتطوير مهاراتهم“.

العودة للعب فى الشارع؟

نحن نعلم ان جميع الأنظمة تتبع نفس الشيء: تطوير اللاعبـين القادرين على استلام الكره والاحتفاظ بالاستحواذ بأعلى إيقاع تحت ضغط شديد مـن الخصم وفي أضيق الحدود بهدف التكيف مع الموقف فى أقصر وقت ممكن والتوصل الي الحل الأكثر إبداعا لـ المشكلات التى تواجهها.

أولي هونيس اشتكى منذ اعوام مـن ان بايرن ميونيخ ليس لديه خيار سوى ذلك قائلا: “نتعامل مع الشباب الذين أنتجهم المجتمع، وعلى عكسنا فعلوا، لم يلعبوا فى ستاد المدرسة كل يـوم حتـى يرسل لنا المسؤول قائمة بأسمائهم“.

بول ساهلي

اشتهر السويسري بـ “تنطيط” الكره لمدة تصل لـ 14 ساعة و17 دقيقة و40 ثانية وحقق 64 رقم قياسي ودخل موسوعة جينيس، ورغم مهارته لم يلعـب كرة القـدم بشكل احترافي أبدا.

فقال “مع كل هذا التدريب، لماذا لم أستطع أبدا اللعب لفريق كثير؟”.

وتذكر ساهلي: “لطالما استقبلني فرانز بيكنباور بحفاوة وفي كل مرة يراني يقول: بول أنت فنان لكن هل يمكن ان تلعب كرة القـدم؟ الفن على الكره لا يصنع بطلا“.

فى وقتنا الحالي ينتشر جريمي لينش على منصات التواصل الاجتماعي بمهاراته وتحدياته الرائعة لكنه حاله كحال ساهلي.

لينش كان لاعبا فى فريق الشباب فى أرسنال بعمر 15 عاما، ولكن سرعان ما اضطر الي التخلي عَنْ حلمه وفي عَامٌ 2008 ظهر فى برنامـج “جوت تالنت” البريطاني ووصل لنصف النهائى وأصبح مشهورا مثل تيري هنري وسيسك فابريجاس فى ذلك الوقت، لكن لم يلعـب لأي فريق كثير.

الممارسة هى التكرار

“وراء كل ركلة للكرة، يجب ان يكون هناك تفكير”. دينيس بيركامب نجم أرسنال وهولندا السابق.

تمرير أم تسديد أم مراوغة؟ يتعين على لاعبى كرة القـدم ان يقرروا دائما متى وكيف يختارون القرارات. عليهم اتخاذ القرار الصحيح فى اللحظة المناسبة.

أوليفر هونر عالم النفس الرياضي الألماني أجرى دراسة فى مسألة صنع القرار فى كرة القـدم قائلا: ” هى القدرة على تمكين اللاعبـين مـن الاستفادة المثلى مـن مهاراتهم الفردية والقدرات الجسدية والحركية والعقلية فى لعبة معينة”.

ما الذى يدور فى أذهاننا عندما نلعب كرة القـدم؟ كيف يتصرف اللاعبون ولماذا يتصرفون بطريقة معينة؟ كيف يعالجون البيانات التى تؤثر على قراراتهم؟ هل يمكنهم تطوير كفاءتهم فى صنع القرار وماذا الشروط التى يجب على المدرب ان يخلقها فى عملية التدريب لتعزيز ودعم هذا التطور على المدى الطويل؟

بنك ذاكرة كرة القـدم

تبدأ نماذج صنع القرار التقليدية مـن الافتراض ان لاعبى كرة القـدم يبنيون أفعالهم على التجارب السابقة يتم تخزينها فى منطقه مـن الدماغ، ذاكرة كرة القـدم إذا جاز التعبير، هى مشابة لمحرك الأقراص الثابتة بجهاز الكمبيوتر الذى توجد عليه البيانات والمعلومات مخزن.

يرتب النموذج الكلاسيكي السلوك فردي فى ثلاث مراحل: تصور – تحليل حالة اللعبة – تصميم حل عقلي لإجراء الحل.

فى هذه العملية، يجب على اللاعبـين تخزين أكبر قدر ممكن مـن البيانات ممكن على “القرص الصلب” أو “ذاكرة كرة القـدم”. فيمكنهم بعد ذلك الاعتماد عليه لاتخاذ قرارات متوازنة.

المدرب هو المسؤول عَنْ تغذية البيانات الموجودة على القرص الصلب. إنه يفهم متطلبات اللعبة ويعرف البرنامج التدريبي الذى يحتاجه اللاعبون.

ولذلك فإن الأولوية الرئيسية للاعبين الشباب هى الاستفادة مـن الخبرات طويلة الأمد.

مشكلة السعة التخزينية

السؤال هنا إذا كان لاعبو كرة القـدم يعرفون كل شيء ولديهم كل الوقت فى العالم، كيف سيتصرفون؟

علينا ان نتصالح مع حقيقة كل يـوم ان ذاكرتنا غير قادرة على تَسْجِيلٌ البيانات كيفما يفعل الكمبيوتر. ضاعت بعض الأشياء، ووقعت ضحية لما هو على الأرجح أكثر خصائص الدماغ إنسانيا.

النسيان. هذا ليس خلل فى الدماغ، على العكس. سيصل الدماغ قريبا الي حدود قدرته إذا قمنا بتسجيل البيانات بشكل عشوائي مثل الكمبيوتر.

لذلك يستخدم البشر استراتيجيات التقريب. قراراتنا لا تستند الي الحسابات الرياضية المثلى وأفضل خيار مـن الخيارات المتاحة. نختار الأكثر إرضاءً.

التفكير جيد.. ولكن

“إما ان أمر مـن على اليسار، أو الي اليمين.” – لودفيج كوجل لاعـب لاحق.

سبق ان وضح جارينشيا كيف يراوغ خصومه: “الامر سهل للغاية. إنهم لا ينتبهون وأتجاوزهم!”.

أوليفر هونر اعلن فى دراسته: “اللاعبون غالبا ما يقضون وقتا طويلا فى التفكير بينما يجب عليهم فعله، وينتهي بهم الامر بلا شيء. يُخرج المدافع الكره قبل ان يتمكنوا مـن التسديد”.

ويواصل “عندما كنا تحت الضغط، قدرتنا على اختيار الخيار الصحيح مـن بدائل معينة تنخفض. يقابل لاعبو كرة القـدم هذه المشكلة طيلة الوقت. اعتمادا على الموقف، يجب عليهم الوصول الي اتخاذ قرار بشأن ما يجب القيام به ثم تركيز انتباههم على الحمل. فى نفس الوقت، يجب ان يكونوا مرنين بما يكفي للتكيف مع اى تغيير عفوي لاتخاذ خيار بديل، مثل التمرير الي زميل فى النادي فجأة بدلا مـن التسديد”.

على سبيل المثال قرر بعض المهاجمين تغيير عقليتهم فأصبحوا بكل بساطة يتمتعون بالأنانية، وعلى سبيل المثال كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي لريال مدريد وكرة القـدم.

وصفت سارة كاربونيرو صديقة إيكر كاسياس السابق ان كريستيانو رونالدو زميله فى ريال مدريد “فردي أناني” فى أحد التقارير.

فرد كاسياس قائلا: “كريستيانو شخصية رائعة، هو مهاجـم صريح. إنه ليس أنانيا بالمعنى السلبى، إنه فقط يريد الأفضل فى كل مرة”.

فى المباراه التالية سجل رونالدو الاول وصنع الثانى لجونزالو إيجوايين ثم اعلن الأرجنتيني بعد المباراه: “سارة كاربونيرو ليس لديها فكرة “.

هنا نصل الي الحدس، فيقول خورخي فالدانو: “الحدس هو الاختصار الذى يمنعك مـن البدء فى التفكير، وهو ما يعني ان عبقرية حل المشكلات تأتي دون حاجة للذكاء“.

لا ينبغي للمدربين ان يوجهوا تعليمات كثيرة للاعبين بل توفير مساحة لحل المشكلات الفردية، وهو ما يطور تصور اللاعب فرديا للأخطاء وكيفية حلها.

لذلك يقترح أحد الأطباء مشاركة اللاعبـين فى عملية حل المشكلات وتحمل المسؤولية لاتخاذ القرارات فى كثير مـن الأحيان.

عَنْ هذا اعلن خورخي فالدانو: “فى كرة القـدم هناك آلاف الصيغ. يجب على المدرب ان يؤمن بأحدها ويجب ان يغري اللاعبـين بها“.

لذلك لخّص بيتر كنبل رئيس التدريب فى الاتحاد السويسري قائلا: “يجب ان يكون لدى المدرب فكرة واضحة عَنْ نوع كرة القـدم الذى يريد تعليمه للاعبيه“.

على سبيل المثال على موقع الاتحاد السويسري ستجد بعض العبارات مكتوبة وهي: “نحن نلعب كرة قدم ديناميكية “،“نلعب كرة قدم هجومية”، وأصبحت أسس لتنمية كل اللاعبـين الشباب فى سويسرا.

هناك بعض المدربين الذين يبدو حمقى فعلى سبيل المثال ريمون دومينيك المدير الفنى السابق لمنتخب فرنسا لم يبذل اللاعبـين جهدا مـن أجله.

فقال تيري هنري فى خطاب للمدرب: “أيها المدرب، نشعر بالملل فى جلسات تدريبك! لم أختبر شيئا مثل ذلك أبدا. لا نعلم كيف مـن المفترض ان نلعب، هل مـن المفترض ان نركض أو كيف يُفترض بنا ان ننظم أنفسنا! نحن لا نفعل ذلك. تعرف ما يجب علينا فعله! ليس لدينا طريقة، ولا إرشادات، بلا هوية!”.

فى 2008 أصبح يورجن كلينسمان مديرا فنيا لبايرن ميونيخ بعد أداء رائع لمنتخب ألمانيا فى كاس العالم.

الهدف كان تحديث طريقة لعب النادي، لكن مهمته لم تستمر سوى 10 اشهر فقط حيـث شكك المسؤولون فى النادي ان كلينسمان مدير فني جيد مـن الأساس.

وبعد تعيين يوب هاينكس خلفا له اعلن أولي هونيس: “الان أصبح لدينا مدير فني”.

نقاط مرجعية

مـن اجل وضع نموذج لعب يجب ان نسأل الأسئلة التالية: كيف نهاجم؟ كيف ندافع؟ ماذا نفعل عندما نفقد الكره؟ ماذا نفعل عندما نربح الاستحواذ؟ تحقيقا لهذه الغاية، فإن يجب على المدرب تحديد مجموعه مـن المبادئ التوجيهية.

المدرب يستخدم المبادئ والمبادئ الفرعية فى نموذجه لتعليم لاعبيه مجموعه مـن النقاط المرجعية الجماعية والفردية التى يستخدمها النادي ويمكن ان تطور هويته الكروية.

يتم تعيين المبادئ الفرعية لوضع خطة محددة مـن اللعب ويتم تعليم اللاعبـين كيفية تكييف سلوكهم مع المبادئ العامة وكذلك تكييف السلوك الفردي ليس فقط لزملائه بل أيضا امام الخصوم، والقدرات الخاصة وفقا للوضع.

أنطونيو داماسيو طبيب علم أعصاب يقول: “معظم القرارات فى المباراه تقوم على عمليات اللاوعي، اللاعبون لا يسألون أنفسهم: ماذا أفعل الان؟ إنهم يتصرفون“.

كرة القـدم تعتمد على زملائي فى النادي. مباراتي لن يكون رحلتي شيئا بدون تعاونهم“. تشافي هيرنانديز نجم إسبانيا وبرشلونة السابق.

هنا تظهر المتطلبات الأساسية للسمات الشخصية حيـث تعرف نقاط قوتك وضعفك، يجب ان يكون لديك الشجاعة للتعامل مع المواقف الصعبة وتجربة دون خوف. كرياضة جماعية، تتطلب كرة القـدم أيضا ان يكون لدى اللاعبـين التواضع لإخضاع قدراتهم الخاصة والمصالح لاحتياجات الجماعية.

بيرتي فوجتس مدير فني ألمانيا فى يورو 1996 والتي فـاز بلقبها صرّح جاء الى قائلا: “النجـم ليس النادي أبدا، إذا كنت تريد ان تكون ناجحا، عليك ان تفعل ما تريد. لا يمكن تحقيق النجاح إلا بشخصية ناضجة“.

على عكسه اعلن ماتياس زامر المدير الفنى لكرة القـدم الرابطه الألمانية: “يجب ان نتوقف عَنْ معاملة الجميع بنفس الطريقة! الانديه تنتج المزيد مـن اللاعبـين الشباب الموهوبين وشبابنا فرق ناجحة للغاية. ومع ذلك ما لا أتوقعه، فإن الشخصيات. عندما تصبح المباريات صعبة، لا يوجد لاعـب واحد مع حل فى متناول اليد. يجب ان يعرف لاعـب كرة القـدم الجيد أنه لا شيء بدون النادي. لكن لاعـب كرة قدم جيد يصنع اختلاف. عليه ان يتعلم ان يكون مستقلا. ينظر ظاهريا، الجميع متساوون والنجم هو النادي. لكن إذا هذه هى الرسالة التى ننقلها، ستكون خرابنا”.

هذه المهنة تتطلب موهبة طبيعية. لا يمكن تعلمها علميا “. – إرنست هابيل المدرب النمساوي الفائز بلقب دورى أبطال أوروبا جاء الى.

أخيرا، لن ننجح أبدا فى السيطرة تماما على عامل الصدفة. بدلا مـن ذلك نحاول إدخال بعض النظام فى الفوضى بينما لا يمكننا التخطيط له. فنحن بحاجة الي تعلم كيفية التعامل معها.