عندما صرح كيليان مبابي فى 2021 رغبته فى الرحيل عَنْ باريس سان جيرمان، وافقت والدته فايزة العماري على إجراء حوارا صحفيا لتوضيح الموقف.
أكدت فايزة العماري ان كيليان مازال يتفـاوض مع سان جيرمان على إمكانية تجديد التعاقـد وأنها تسير بشكل جيد، وذلك على الرغم مـن حلمه باللعب مع ريال مدريد فإنه يحقق أحلامه مع فريق العاصمة الفرنسية.
وعندما سُئلت عَنْ حقيقة ان الانتقال لريال مدريد هو رغبتها أكثر مـن كون الامر رغبة مـن كيليان، اكتفت بالضحك.
وقالت لصحيفة “لو باريسيان” الفرنسية: “والده يريد فى بقائه، اما أنا والمحامية نرغب فى رحيله”.
واستدركت “لكن لا أحد منا نحن الثلاثة يقرر، عندما يريد كيليان شيئا ما فيمكنك ان تحاول إقناعه لكنه سيفعل ما يريده فى النهايه”.
وأردفت “عرقه القبلي هو الذى يظهر عليه فى النهايه”.
ونشرت مجموعه “ذا أثليتك” الأمريكية تقريرا مطولا عَنْ قصة صعود فايزة العماري وكيف تتلاعب بأندية مثل ريال مدريد وسان جيرمان وتتفاوض بقوة دون تراجع مـن اجل مصلحة نجلها ويستعرضه يلا شوت.
عندما فجر مبابي قنبلته الاخيره بإرساله لخطاب لسان جيرمان بإعلانه رغبته عدم تمديد تعاقده حتـى 2025 أصبح هو على خط النار وبالمثل مـن يديرون أعماله.
وبالتأكيد أول مـن أصبح فى مرمى النيران هى والدته والتي أصبحت قوة عظمى فى المفاوضات سواء مع سان جيرمان أو ريال مدريد.
فى البداية مثل مبابي والديه بالاشتراك مع المحامية ديلفين فيرهايدن، اهتم والده، ويلفريد بالجانب الكروي، اما أمه فركزت على الجانب التجاري.
انفصل والد كيليان لاحقا وعلى الرغم مـن تميز العلاقة بينهما إلا ان فايزة العماري والمحامية ديلفين فيرهايدن أصبحتا أكثر نفوذا خاصة بينما يتعلق الامر بالتفاوض مع الانديه.
هذا يجعلها ربما أقوى امرأة فى عالم كرة القـدم، الأم التى عُهد اليها بتوجيه وإدارة مسيرة اللاعب الذى يُنظر إليه على أنه أعظم موهبة فى الجيل الذى تلى جيل ليونيل ميسي.
فايزة العماري صاحبة الـ48 عاما لا تخاف مـن إزعاج اى شخص طالما هذا يعطي نجلها فى موقف قوة، لقد سمحت بانتهاء تعاقد مبابي مع سان جيرمان وعقدت محادثات مع ريال مدريد وظلت تتلاعب بالناديين لحين تجديد تعاقده مع فريق العاصمة الفرنسية مقابل 40 مليون يورو سنويا.
لو قام اى مـن وكلاء اللاعبـين الخارقين مثل خورخي مينديز أو الراحل مينو رايولا بتلك الصفقة لكان تم وصفها صفقة مـن الطراز الرفيع.
لكن فى المقابل لا تحصل فايزة العماري على نفس الوصف، فدائما يتم تصويرها على أنها صعبة وهو ما يستدعي وصف لرئيسة وزراء إنجلترا السابقة تيريزا ماي على أنها “امرأة صعبة المراس”.
هناك توقعات فى مجال ادارة الأعمال وخاصة فى مجال كرة القـدم ان النساء لا يُسمح لها بأن تكون صعبة.
لكن والدة كيليان ليس لديها اى اختيارات سوى الدفـاع عَنْ مصالح نجلها بكل ما أوتيت مـن قوة حتـى لو كان نهجها ليس به هوادة للتفوق على رجال مثل ناصر الخليفي مالك سان جيرمان أو فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد.
أو حتـى للرد على الصحفيين أو المشجعين الذين يتحدثون عَنْ كيليان بشكل غير جيد، أو حتـى والدة زميله فى المنتخـب أدريان رابيو وذلك بعد إهدار مبابي لركلة ترجيح امام سويسرا فى دور الـ16 مـن يورو 2020.

وعلقت فايزة العماري على إهدار نجلها للركلة آنذاك لصحيفة “لو باريسيان” الفرنسية قائلة: “لقد أصبح هو الشخص الذى يتم رميه بالرصاص فى ميدان عَامٌ”.
وواصلت “هو يبلغ مـن العمر 22 عاما وسوف يرتكب الأخطاء لكنه لا يستحق كل ما حدث له، لذلك فى هذه الحالة أخرج أواجه العلن مثل الذئب”.
وهنا هى وصفت نفسها ان العرق القبلي الجزائري يتحكم فيها بقوة.
وُلدت فايزة العماري فى بوندي على أطراف العاصمة الفرنسية باريس، اما والديها فهما مـن البربر مـن منطقه القبائل التى تقع فى أقصى شمال الجزائر.
شكل الجانب القبائلي جزءا كبيرا مـن شخصية فايزة العماري خاصة مع لعبها لفريق بوندي لكرة اليد فى أواخر التسعينيات مـن القرن الماضي.
وقال جيان لويس كيمون الرئيس السابق لبوندي لصحيفة “لو باريسيان” فى عَامٌ 2017: “لقد كانـت فايزة شخصية رمزية للنادي، لقد نشأت امام قاعة اللعب لدينا والعديد مـن أشقائها لعبوا للنادي، دَاخِلٌ الْمَلْعَبُ كانـت مقاتلة وأحيانا كانـت الامور تصبح صعبة امام الخصوم الذين يتذكرون اللعب أمامها جيدا”.
يستطيع ناصر الخليفي وفلورنتينو بيريز تأكيد مدى صلابة فايزة فى المفاوضات، خاصة رئيس ريال مدريد والرئيس التنفيذي للنادي جوزيه أنخيل سانشيز بعدما أصيبا بالصدمة العام الماضي حينما رفض مبابي الانضام للفريق الملكي وجدد تعاقده بعد حصولهما على قدر كثير مـن الأمل فى قدومه.
طوال المفاوضات مع ريال مدريد قيل إن فايزة كانـت تتصف بالكثير مـن الاحترام، لكنها لم تهاود فى اى شيء.
بغض النظر عَنْ عَدَّدَ التنازلات التى فازت بها مـن أكبر ناد فى العالم، ورغم استعداد النادي الملكي التنازل عَنْ الحقوق التجارية لصور مبابي مـن اجل الحصول على توقيعه، احتفظت فايزة دائما اثناء المفاوضات بوجه عابس للمفاوضين الأكثر خبرة فى العالم.
وقال مصدر مـن النادي الإسباني رفض الاعلان عَنْ اسمه عَنْ رأيه فيها اثناء المفاوضات: “إنها عنيدة لغاية، تقول لا ولا تترك لك اى شبر بل تريد المزيد”.
فى صيف عَامٌ 2011 ومع بلوغ مبابي عامه الـ12 وحينما كان يلعـب فى فريق بوندي أرسل له تشيلسى دعوة لخوض تجربة أداء.
أوصى دانييل بوجا كشاف تشيلسى آنذاك بضرورة رؤية كيليان.
وقال بوجا: “فى البداية كنت أتحدث مع والد كيليان، لكن بعد ذلك جاءت أمه وهنا بدأت أشعر بأنها هى مـن تتحكم فى كل شيء، كانـت هى الشخص الذى يتحدث لتشيلسي”.
وواصل “لم يتحدث الأب كثيرا إنه هادئ ومرتاح للغاية، اما فايزة فكانت مثل النار”.
وأردف “اثناء تجرب الأداء لم يقل ويلفريد لنجله مرر أو أركض ربما كان يقول له ذلك بعد نهاية التجربة، لكن الأم كانـت بجوار الْمَلْعَبُ وتصرخ وتقول له: كيليان خذ الكره، كيليان اركض، كيليان راوغه”.
لكن ما حدث تاليا مع تشيلسى هو أكثر ما يتذكره بوجا.
قرر جيم فريزر الذى يتولى الان مسؤولية ادارة تطوير الناشئين فى تشيلسى أنه انبهر بمستوى كيليان ولكنهم يريدون رؤيته فى تجربة أخرى.
وقال بوجا: “فريزر اعلن لهم نريد رؤيته مرة أخرى، ونريد ان نراه أكثر مع الكره”.
وواصل بوجا “كنت أقوم بدور المترجم وفوجئت بوالدة كيليان تقول: لا لن نعود مرة أخرى، قل له إن كان يريد توقيعه فعليه ضمه الان، وبعد خمس اعوام ستعود إلينا لتحاول ضمه مقابل 50 مليون جنيه إسترليني”.
وأردف “وأنهت فايزة حديثها وقالت لي: ترجم له ذلك”.
وأكمل بوجا “لم أستطع ترجمة ذلك الحديث، كان مـن الغطرسة ان أقول شيئا ما مثل ذلك لذا لم أترجم تلك الجزئية فقط قلت له لا اعتقد أنهم سيعودون لنا، لذا عليك اتخاذ قرارك الان”.
لا تحب الانديه تلقي إنذارات نهائية مـن اى ممثلي اللاعبـين، ناهيك لو كان ذلك الممثل هى أم للاعب يبلغ مـن العمر 12 عاما، إن هذا النوع مـن النهج لا يمكن تحمله ما لم يكن اللاعب شديد الموهبة، وكان هذا هو الحال مع مبابي.
واستكمل بوجا كشاف تشيلسى آنذاك حديثه “كانـت فايزة واثقة للغاية ان نجلها سيصل للقمة، لا أعرف كيف ولكنها عرفت ما ينتظر كيليان، كانـت تشعر بالراحة الشديدة وفي كل مرة تقول لي: دانييل لا تقلق، نجلي سوف يصل”.
وأردف “لم تكن تعرف الي اى مدى سيصل كيليان، لكن مـن المؤكد هى كانـت تثق فى قدرته على الوصول للقمة”.
فى الكوميك بوك “اسمي كيليان” والتي أصدرها مبابي فى سنة 2021 كان يتميز والده بكونه حنون ويعيش حلما مـن اثناء نجله.
اما والدته فتم تصويرها بشكل مختلف، هى كانـت مصدر تشجيع دائم مع واجباته المدرسية ودروسه الموسيقية، لكنها بخلاف ذلك كانـت تنزعج مـن نظرة زوجها ونجلها البسيطة للعالم.
فى أحد الفصول مـن القصة طلبت فايزة مقابلة لويس كامبوس المدير الرياضي لموناكو آنذاك والحالي لسان جيرمان بعد توصية مـن نجلها لانه يشعر بالملل مـن نظامه التدريبي مع مدربه تحت 17 عاما برونو إيرليس.
وانتهى الامر بالسماح لكيليان بالتدرب بشكل منفصل وبعد ان شق كيليان طريقه اعلنت فايزة لكامبوس: “لا تنسى ان كيليان قوي ذهنيا، وعلى عكس بعض أقرانه فى موناكو، لديه والديه معه”.
هناك مشهد آخر فى القصة يحلم فيه مبابي ووالده بالمجد والثرة فى سان جيرمان، بينما اعلنت فايزة له: “كيليان أنت عبقري فى كرة القـدم، ألن تشعر بالملل فى الدورى الفرنسي؟”.
Dernier tweet du thread.
Alors que les négociations avancent très bien et que l’avocate Delphine Verheyden relit le contrat, Fayza Lamari, mère de K.Mbappé lâche une bombe et redemande à Kylian s’il est bien sûr de vouloir signer au PSG, car il risque de s’ennuyer en Ligue 1. pic.twitter.com/3KuZubmF46
— Tournevis dans le paf 👃 (@AlexPVNAME) December 21, 2021
إن لم تكن فايزة العماري مقتنعة بانتقال كيليان الي سان جيرمان بعمر الـ18 فهي كانـت مقتنعة بأنه يجب ان ينتقل العام الماضي مجانا.
اعلن أحد وكلاء اللاعبـين الذى رفض الاعلان عَنْ اسمه: “لقد تعلمت ان اللاعب يكون له قوة كبيرة للغاية حينما يصبح حرا أو فى السنة الاخيره مـن تعاقده”.
وأضاف “هم يعرفون أنه عكس ذلك فإن السيناريو لن يدر المزيد مـن المال لهم”.
عندما انفجر مبابي مع موناكو فى موسـم 2016-2017 وتوج بالدوري الفرنسي بعمر الـ18 مسجلا 26 هدفا فى كل الالقاب مـن بينهم ستة فى الطريق نحو نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، كل ذلك أصبح كبيرا اثناء وقت قليل.
وقالت لصحيفة “لو باريسيان” عَنْ الامر: “كنت أتساءل ماذا يحدث؟ لقد أصبح جاستن بيبر –مغني شهير- وهذا جعلني أشعر بالخوف”.
وواصلت “بين مباراتي مانشستر سيتي وانتقاله الي سان جيرمان فى نهاية العام ازداد وزني 24 كجم، فى البداية الامر كان صعبا للغاية لانه لم نكن مستعدين لكل ذلك”.
ما ساهم فى تكوين شخصية فايزة العماري الكبيرة فى عالم الكره هى مشاركتها مع زوجها ويلفريد رحلة نجلهما بالتبني جيريس كيمبو إيكوكو صاحب الـ35 عاما الذى لعب لاستاد رين وأندية فى الإمارات وقطر وتركيا.
تلك الرحلة جعلت فايزة تدرك المخاطر التى اعلن فى عالم الكره.
لكن موهبة وإمكانيات كيليان جعلت الامر أكثر صعوبة لعائلة متواضعة، والده كان مدربا فى كرة القـدم، اما والدته فكانت منسقة فى قسم الترفيه فى منطقه بوندي.
وقالت فايزة العماري فى حوار لموقع “تريبيون دي جينيف” الفرنسي قبل أسبوع: “لقد التقيت فى البداية بـخمسة محاميين مـن أصحاب الأسماء اللامعة فى عالم الكره، لفهم موقفهم بشكل افضل لم أخبرهم أنني والدة كيليان، وصلت للاجتماع دون تلبية معاييرهم”.
وأوضحت “لقد كان وزني ازداد أكثر مـن 30 كجم وكنت أرتدي ملابس متواضعة”.
وأردفت “كان الامر يتعلق بالمال والعمولات، قالوا لي: لا تقلقي أنت لن تدفعين اى شيء سندفع لأنفسنا مـن اثناء العقد الذى تم التفاوض عليه مع النادي”.
وشددت “هذا الامر أزعجني”.
لذا فى المقابل ذهبت عائلة مبابي الي المحامية ديلفين فيرهايدين التى لم تكن مهتمة بكرة القـدم بينما ستحصل على أجرها مقابل عَدَّدَ الساعات التى ستعمل فيها معهم.
وتابعت العماري حديثها “كان مـن المهم ان نحصل على شخص ينصحنا دون ان يكون منجذبا فقط للمال”.
وأردفت “أخبرت كيليان بضرورة مقابلتها ووافق وأخبرته بأن يرى الجانب الجيد مـن الأشياء إنه لو أصبح بطلا فسوف تعتني به امرأتان بالإضافة لوالده، كان هذا ازدراء لعالم الذكور وهو عالم الكره”.
عندما التقى ريمي دوبري الصحفى بجريدة “لو موند” الفرنسية بكيليان اثناء تواجد الأخير بأكاديمية كليرفونتين الشهيرة اعلن: “كان لدي انطباع بأن مـن يدير الامور هو ويلفريد، لكن بمرور الوقت تضخم تأثير فايزة”.
KEWJF هذه اسم الشركة التى تدير أعمال كيليان التجارية والحروف ترمز الي أسماء جميع افراد العائلة وهم كالتالي:
كيليان
إيثان (شقيق كيليان الأصغر)
ويلفريد (والد كيليان)
جيريس (شقيق كيليان بالتبني)
فايزة (والدة كيليان)
تضم الشركة الان مجموعه مـن المستشارين ومسؤولي الدعايا والإعلان وكان دخلها فى 2021 هو 12 مليون و200 ألف يورو مقارنة بـ11 مليون و600 ألف يورو عَنْ عَامٌ 2020.
ورغم ان حرف الـF الخاص بفايزة يأتي فى نهاية اسم الشركة لكنها هى مـن تديرها.
مع حلول ربيع عَامٌ 2022 كان فلورنتينو بيريز مقتنعا أنه حصل على توقيع هدفه الأبرز فى انتقالات ريال مدريد، وهو الامر الذى بدا مقنعا حتـى لفايزة العماري وأن نجلها يجب ان ينتقل.
لكن استمرت المفاوضات مع سان جيرمان فى الوقت ذاته.
اعلن أحد الأشخاص فى ادارة سان جيرمان إن عائلة كيليان كانـت لها استراتيجية خاصة فى المفاوضات، ويلفريد يجلس مع ناصر الخليفي فى مقصورته الخاصة بملعب حديقة الأمراء ليتحدث معه بلطف، بينما كانـت فايزة فى الوقت ذاته تجتمع مع بيريز للانتقال لريال مدريد.
بالنسبة للآخرين فإن ذلك الامر لم يوحي بكونه استراتيجية فضلا عَنْ عكسه لدرجة مـن الفوضى بين الوالدين بعد انفصالهما.
كان باريس سان جيرمان ينحني للخلف لصالح مبابي ولم يرصد فقط أجرا ضخما ورسوما للتوقيع بل أصبح لكيليان دورا فى التخطيط لمستقبل النادي، كل ذلك بسـبب خوف النادي مـن خسارت مجانا.
التجديد لعام 2024 مع وضع إمكانية مد التعاقـد لـ2025 فى يد مبابي يوضح مدى صعوبة موقف سان جيرمان سابقا ومستقبلا فى الحفاظ على كيليان.
وقال الصحفى الفرنسي ريمي دوبري: “كيليان هو مـن يتخذ كل القرارات سواء البقاء أو الرحيل عَنْ سان جيرمان فى عَامٌ 2022، بوضوح هناك المزيد مـن الضغط الملقى عليه ضغط سياسي ورياضي وإعلاني، لكن هل هو مـن يقرر؟ نعم اعتقد أنه يقوم بذلك”.
واستدرك “لكن عائلته لديها تأثيرا قويا، هو لن يتخذ تلك القرارات دون استشارة والديه ومحاميته”.
انتشرت بعض الأنباء ان الخطاب الذى أرسله كيليان لسان جيرمان يخبرهم فيه بعدم رغبته فى تمديد التعاقـد كان مؤرخ بتاريخ 15 يوليو 2022 اى بعد أقل مـن شهرين فقط على تجديد تعاقده وظهوره فى ستاد حديقة الأمراء بقميص كُتب عليه “مبابي 2025”.
تختلف الآراء حول إن كان مبابي قد تفوق بشكل واضح على سان جيرمان وحصل على عـقد قصير الأمد تقريبا وفقا لشروطه مما يعني احتفاظه بالنفوذ والاستمرار فى تحقيق حلمه بالانضمام لريال مدريد عاجلا أم آجلا، أو إذا ما كان وضع نفسه فى عقدة تتمثل فى هذا العقد الضخم لتبديده سريعا فى اثناء أسابيع قليلة.
اعلنت فايزة العماري إنها تتفاوض دائما لتمثل مصالح نجلها، ولكن القرار النهائى سيكون دائما ملقى على عاتق اللاعب وكذلك سيكون الامر مع نجلها الثانى إيثان والذي يلعـب فى أكاديمية سان جيرمان تحت 16 سنة.
عاد الحديث لدانييل بوجا الكشاف السابق لتشيلسي ووكيل اللاعبـين حاليا وقال: “هل يمكن ان تتخيل ما حدث؟ لقد وقع على عـقد لعامين مع خيار لمده لموسم آخر والخيار هو بيد اللاعب، لا أعرف كيف قبل النادي بهذا”.
وأكمل “بعد سنة واحده فقط أصبح النادي امام خيار قديم بإمكانية خسارة اللاعب مجانا أو بيعه حاليا أو التجديد له وإعطائه 100 مليون يورو أخرى”.
لكن يؤمن بوجا ان تلك الطريقة فى المفاوضات لن تأتي بالسلب على كيليان لأن لاعـب مـن طراز رفيع حيـث أنه مع تمثيل لاعبا مثله فإن قواعد المفاوضات العادية لا تنطبق عليه.
وقال مصدر آخر حضر مفاوضات تجديد مبابي: “فايزة واحده مـن أقوى الشخصيات فى عالم الكره، لديها منتج لا يمكن هزمه”.
وأكمل “هى ذكية للغاية وتفهمت كل شيء، ليس لديها خلفية كوكيلة لاعبين ولكنها ذكية فى الحياة تستمع وتتفهم اعتراض الشخص الآخر أمامها وتحترمهم ولديها محاملة تشرح لها كل شيء وهي تضع الاستراتيجية”.
وأردف “لقد لعبت مع اثنين مـن أقوى الانديه فى العالم للحصول على افضل صفقة لنجلها، إنها عائلتها ومالها، هى تعيش مـن اجل ذلك، إنها تدافع عَنْ ابنها كثيرا لذلك لا أستطيع توبيخها على اى شيء”.
فى حوار مع موقع “باريس ماتش” الفرنسي قبل كاس العالم 2018 ألقى مبابي الضوء على علاقته مع والدته وقال: “أخبرها بكل شيء، حتـى عَنْ صديقاتي، هى تعرف عَنْ كل شيء، هى كاتمة أسراري”.
كَمَا أعلن أنها مازالت تشتري له الملابس وقال: “لدينا نفس الذوق، تلتقط صور لبعض الملابس وترسلها لي، لكنها أحيانا تشتري لي بعض الأشياء دون ان تسألني عَنْ رأيي وهي لا تخطئ، فلدينا رابطة قوية فى الذوق”.
وكشف مبابي عَنْ تباين علاقته مع والده عَنْ والدته وقال إنه يتحدث مع ويلفريد عَنْ الكره اما فايزة فهي التى يحب قضاء معها الرحلات فى السيارات والاستماع للأغاني.
لكن لا تخجل فايزة العماري مـن تذكير نجلها بمكانتها وتقول له أحيانا: “لا تعتقد أنك أطول مني”.
وعندما سمعت صحفيين يشيدون به فقالت لهم: “إنه لاعـب كرة قدم لم يخترع لقاح داء الكلب وهو ليس آبي بيير (القس الذى كان مرادفا لحركة المقاومة الفرنسية لمساعدة الفقراء والمشردين)”.
فى صيف عَامٌ 2021 وفي حوار ايضا مع موقع “باريس ماتش” اعترفت فايزة العماري بشعور العائلة بعدم الارتياح بعد انضمام كيليان لسان جيرمان معارا فى البداية ورؤية راتبه يتخطى أقصى أحلامهم.
وقالت: “لثلاث اعوام لم نلمس المال، كان لدينا متلازمة الرجل الفقير، كنت أخشى ان يوقظوني ويقولون أعيدوا المال، لقد بدأنا الاستثمار منذ عَامٌ”.
وواصلت “علاقة كيليان بالمال فريدة، هو ليس لديه كارت ائتمانية أو مال، أحياجا أقول له ألا تأخذ 200 يورو معك؟ فيرد علي قائلا: “لا أنا فقط سأذهب للعب كرة القـدم، هو ليس منفقا كبيرا”.
وأردفت “نحن محظوظون للغاية لامتلاكنا المال لكنها ليست غاية فى حد ذاتها، كيليان لا يلعـب كرة القـدم مقابل المال، إن فعل ذلك فلن ينجح فى كل ما يفعله”.
ترعى مؤسسة مبابي الخيرية 49 فتى و49 فتاة مـن خلفيات اجتماعية متنوعة لمساعدتهم على اكتساب التعليم والمهارات اللازمة لبناء مستقبل مهني مع الالتزام بنقل تلك الدروس للآخرين فى المستقبل.
لقد استثمر فى العديد مـن المبادرات الاجتماعية الاخرى وه يصر على استخدام ثروته وشهرته كقوة للخير.
فى مقابلة مع موقع “تريبيون دي جينيف” اعلنت العماري: “حياته كرجل اهم مـن حياته كلاعب كرة، لديه القدرة على إسعاد الناس وخلق العواطف، أكثر ما أفتخر فيه سيكون ما يحققه كرجل”.
ومع ذلك سيكون مـن التقليل القول إن مبابي وممثله لا سيما والدته يعرفن قيمته ومصممون على تعظيمها.
وبعيدا عَنْ الفشل المتكرر فى دورى أبطال أوروبا وعلاقته مع ليونيل ميسي ونيمار لكن أحد أكبر مشاكل محيط مبابي هى ان الجزء الأكبر مـن حقوق الصور الخاصة به مملوكة للنادي.
فى شهر أبريل الماضي لجأ مبابي الي حسابه فى “إنستجرام” للتعبير عَنْ استيائه بعد استخدام ما أسماه “مقابلة أساسية فى يـوم تسويق النادي” بعد ظهور صورته فى مقطع فيديـو للترويج للتذاكر الموسمية لموسم 2023-2024.
وقال: “لهذا السبب أناضل مـن اجل حقوق الصور الفردية، باريس سان جيرمان فريق كثير وعائلة كبيرة لكنه بالتأكيد ليس كيليان سان جيرمان”.
لم تكن هذه أول مرة يحدث ذلك الخلاف بشأن حقوق الصور ففي شهر ممارس مـن العام الماضي قاد مبابي مقاطعة مع بعض زملائه مـن منتخـب فرنسا لعدم الترويج لبعض المنتجات قبل كاس العالم، واختار عدم المشاركة فى جلسة تصوير بسـبب خلاف تم حله سريعا حول ترتيبات حقوق الصُّورَةُ للفريق.
يعرف مبابي قيمته جيدا ووالدته تهتم على تأكيد ذلك، ويرى الصحفى ريمي دوبري ان قوة مبابي أصبحت تتخطى كرة القـدم وقال: “هو علامة تجارية وشيء سياسي وملصق إعلاني وسفير للضواحي، النموذج لعائلته هو مايكل جوردان”.
يشعر دوبري بالبهجة حينما يرى الي أين جاء مبابي بعدما رآه كفتى صغير فى أكاديمية كليرفونتين قبل عـقد مـن الزمن لكنه فى الوقت ذاته يتساءل عَنْ الضغط الذى يواجهه ليكون العلامة التجارية متعددة الأشكال الذى يطلبه منه الجمهور الفرنسي.
وقال: “هو ليس فقط لاعـب كرة القـدم، لكن فى الوقت ذاته هو يبلغ مـن العمر 24 عاما وهو مجرد لاعـب كرة قدم، أنت لا تريد المبالغة فى بعض الامور، مـن الواضح أنه وضع غريب بالنسبة للعائلة”.
إنه ومن الواضح ان هناك مخاطر مـن حيـث السمعة والعلامة التجارية وبالطبع شخصيا فى محاولة فرض انتقال مـن ناد كثير وقوي مثل سان جيرمان.
لكن كَمَا اعلنت فايزة العماري قبل عامين، عندما يريد مبابي شيئا ما فهو دائما يشق طريقه، ربما هو شيء ما فى الجينات.